السياسة الصليبية الهولندية في اندنيسيا دراسة منقحة والام يتوارث الأحفاد الاندنيسية ؟

وكتبه

أحمد أبو عزت المناوي

  

TELAAH KRITIS

TENTANG

POLITIK SALIBISME BELANDA DI INDONESIA

SAMPAI KAPAN ANAK CUCU INDONESIA MEWARISINYA… ???

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى الأمين وعلى اّله وصحبه ومن اتبع الهدي المبين  وبعد

فانه مما لا يختلف فيه اثنان ان الحكومة الهولندية اتبعت سياسة خاصة في استعمار البلدان والبلاد الاسلامية فطبقت على اندونيسية نظاما زراعيا خاصا عرف باسم "نظام الزراعية الاجبارية " tanam paksa وتبعا لهذا النظام كان على الاندنيسيين ان يخصصوا جزءا معينا من اراضيهم للحكومة ويزرعوه بمحاصيل للتصدير أمثال البن والشاي وقصب السكر وغيرها بتوجيه الحكومة. وكنت مثل هذه المحاصيل تباع قسرا للحكومة بأثمان بخسة وهي بدورها تبيعها في أسواق العالم بأثمان وأرباح عظيمة.

وهذا جر طبعا الى أرهاق الناس بالتوسع في مساحات هذه المحاصيل المربحة والنقص في انتاج الحبوبات حتى النتشرت المجاعات في شتى بقاع الأرض الذي حمل حزب الأحرار في هولندا بالغاء هذا النظام ازراعي, وانتقل الرأس المال الهولندي بكميات متزايدة الى جزر الهند الشرقية والاندنيسية بصفة خاصة.

ونمثل سياسة هولندة تجاه الاسلام والمسلمين وضوحا بما بينه سنوغهور غرونيه في كثير من كتب السير المنتشرة قديما وحديثا والذي أقام في اندنيسيا سبعة عشر عاما وتجول في بلاد الاسلام بل ودخل مكة والمدينة في موسم الحج متنكرا باّرائه الاتية :

أ‌.               العمل على الحد من انتشار الاسلام بوضع حد لتعيين المأمورين  المسلمين في البلدان التي اهلها وثنيون

ب‌.           اعطاء الحرية الدينية وعدم التعرض للمسلمين في عقائدهم جهارا خوفا من الانتقاض والاضطراب

ج.   نصح الحكومة على عدم اقامة اية عقبة في طريق الحج لاسيما ان مسلمي اندنيسيا هم أشد         محافظة على هذا الركن. فعلى الحكومة ان تسلك سبيلا وسطا ولا تحث على فريضة اسلامية ولا تنهى عنها كما فعلت في الزكاة حيث انها تعتبرها من قبيل الصدقة الاختيارية.

د.       عدم سن قوانين مأخوذة من الشريعة الاسلامية في القضايا المهمة سوى ما يتعلق بالأحوال الشخصية مثل النكاح والطلاق.

ه.       قطع كل صلة وعلاقة سياسية بين اللأندنيسيين وسائر الحكومات الاسلامية في العالم والخلافة العثمانية بصفة خاصة.

و.      العمل على تحديد المهاجرين الحضارمة الى اندنيسيا خوفا ان ينشروا الدعوة الاسلامية فيها

ز.      العمل على تكوين الأجيال " اندنيسية هولندية " وتحقيق ذلك عن طريق العلم والتربية واقامة عاطفة قومية ووطنية تناهض نزعة الصلة بالأسلام فلا يكاد يستطيع أي مسلم اندنيسي من مطالعة الكتب المحررة باللغة العربية الا ماشاء الله.

         فعمدت هولندة الى اللغة أخذت تحول دون قيام لغة موحدة وارتباط هذه باللغة العربية عن طريق نشر اللغة الهولندية وجعلها اساس التعليم في المدارس منذ المراحل الأولى, هذا الى ان استطاعت اللغة الاندنيسية " بحاسا اندنيسيا " أن تفرض نفسها كلغة موحدة بواسطة الحركات الاسلامية بدلا من خمس وعشرين لغة تقريبا التي كانت تكتب بالحروف العربية وكان يتخاطب بها سكان الاندنيسيين فعملت هولندة الى تحويل كتابتها بالحروف اللاتينية في اوائل القرن العشرين

         وهذا كما قامت السياسة الهولندية على تخصيص الدعوة الى احياء تاريخ امبراطورية ماجاباهيت الوثنية القديمة والمغالاة في تقدير امثال هذا التاريخ ومحاولة اتخاذه مثلا أعلى في البطولة.

ح.      صبغ الجامعات الاندنيسية بصبغة قومية وطنية خالصة لاخراجها من جوهرها الاسلامي وطبعها بروح اقليمية ووثنية قديمة, كما فعلت القوى الاستعمارية في جميع بلاد الاسلام.

ط.     تشجيع الحركات الهدامة مثل تيار الشيوعي الماركسي باعتباره كفبلا لبث الالحاد في صفوف المسلمين الاندنيسيين ونشر الفساد بينهم الامر الذي يدعو مسلمي اندنيسيا الى مقاومته بحماسة كما فتحت هولندة الباب الواسع للأحمدية والقادينية والباطنية المنحرفين عن الاسلام وتعاليمه والتي لم تزل موجودة حتى الاّن.

هذا وأشد تلك الأراء وأعظمها خطرا على الاسلام ومسلمي اندنيسيا والذي استمر الخطر الى ما بعد الاستقلال وحتى الاّن والى متى ؟؟؟ هي حركة التبشير. فقد اعتمدت هولندة في تثبيت أقدامها في اندنيسيا عن طريق الارساليات التبشيرية فنشرت المدارس بشتى مراحلها والجامعات في مختلف أنحاء اندنيسيا وغلبت الثقافة الهولندية حتى ظهر جيل يجهل لغة قومه ودينه وشيدت الكنائس والملاجئ ودور الأيتام والمستشفيات والله المستعان وهو على نصرنا لقدير.

وصلى الله على سيدنا محمد واّله وأصحابه والحمد لله رب العالمين